تمهيد


التحليل الموضوعي هو عملية فحص الوعاء الببلوجرافي (الكتاب-الدورية-الرسالة......) بواسطة أخصائي معلومات مدرب وذلك لتحديد رؤوس الموضوعات الأكثر تخصصا أو الواصفات الاكثرتوصيفا التي تصف الوعاء الببلوجرافي بشكل كامل لتستخدم في التسجيل الببلوجرافي كنقاط وصول وذلك للتحليل الموضوعي أو فهرسة المكتبة أو لخدمة الاستخلاص أو قاعدة البيانات الببلوجرافيةوالعمل علي إتاحة الوصول إلى مصادر المعلومات كذلك توحيدالاجراات التي تعالج نفس الموضوع أمام المستفيدين وتوضيح الارتباطات بين المجالات الموضوعية المختلفة.وتوفير مداخل تتناسب مع جميع فئات المستفيدين وتراعي تخصصاتهم واختلاف بيئاتهم الثقافية والعلمية والجغرافية مراعاة ظروف المستفيدين الشخصية والتعليمية والثقافية والمهنية..

 

أهمية التحليل الموضوعي

 
كشفت دراسات الإفادة من المكتبات ومراكز المعلومات وقواعد البيانات التي اجريت في العشرين سنة الأخيرة عن أن اكثر من 90% من طلبات المستفيدين إنما تدور حول مادة علمية في موضوع معين , وهذا يعني ان البحث لموضوعي يمثل لب عملية استرجاع المعلومات , وان النسبة الباقية من طلبات المستفيدين تدور حول مؤلفات كاتب معين او عنوان عمل معين .
ولتلبية طلبات المستفيدين اللذين يبغون مادة علمية في موضوع ما كان لابد من تحليل محتويات مصادر المعلومات تحليلا دقيقا ومقننا طبقا لموضوعاتها ,وقد غدا هذا التحليل الموضوعي هو لب العمل المكتبي والمعلوماتي وجوهره وإلا فقدت المكتبة ومركز المعلومات وقاعدة البيانات اساس وجودها ولم تعد لها الفاعلية لمطلوبة .
ويلاحظ أن التحليل الموضوعى هو جزء من الفهرسة الموضوعية لكن الفهرسة الوصفية التقليدية لا تهتم بالجزئيات لكن تهتم بالكليات.


خطوات التحليل الموضوعي


ان عملية التحليل الموضوعي ترتكز على ثلاث خطوات اساسية هي :

اولآ: تحليل المضمون الفكري وتحديد المحتوى الموضوعي للوثيقة:

وهذا النشاط يمثل عملية ذهنية بحته ,ويرى فيكري Vickeryويسايره في ذلك كل من جلكريست Gilchrist وهتشنزHutchins ان هذه الخطوة مؤلفة من خطوتين متداخلتين يمكن ان تنفذا في نفس الوقت هما:

1- خطوة تحليلية او تفسيرية يتحقق فيها اخصائي المعلومات(المفهرس) من مقاصد المؤلف والرسائل التي يريد بثها أي الموضوعات التي يعالجها النص.

2-خطوة تلخيصية يتم فيها تحديد الموضوعات والمفاهيم المهمة التي يراها أخصائي المعلومات جديرة بالاختيار.


لغات التكشيف


ان اختيار الألفاظ التي تعبر عن المفاهيم والموضوعات يعتمد على استخدام نوعين من لغات التكشيف هما :
 

1- اللغات المقيدة Controlled Languages

وهي اللغات التي تتحدد مفرداتها وتحسم مشكلاتها الدلالية وتستقر قواعدها النحوية من البداية بحيث تكون بين يدي أخصائي المعلومات أدوات عمل جاهزة مشتملة على مداخل موضوعية في اشكال محددة ينبغي التقييد بها في التعبير عن المحتوى الموضوعي للوثائق ومن امثلتها :

قوائم رؤوس الموضوعات Subject Heading Listsكقائمة رؤوس موضوعات مكتبة الكونجرس والقائمة العربية الكبرى لرؤوس الموضوعات وغيرها .

المكانز Thesaurus ومن امثلتها مكنز مصطلحات علم المعلومات Thesaurus of Information Science Terminology ومكنز إريك التربوي Thesaurus of ERIC Descriptors..


أدوات التحليل الموضوعي

 
خلصت مهنة المكتبات والمعلومات بعد عمرها لطويل جدا الذي امتد الاف السنين الى انها مهنة التوحيد والأدوات القياسية فأخذت مع القرن التاسع عشر في التنظير والتأطير والتقعيد ووضع ادوات لعمل في مجالات شتى : (الفهرسة الوصفية, التزويد , التصنيف و الفهرسة الموضوعية برؤوس الموضوعات وذلك لتحقيق التوحيد وتامينه.
وعلى جانب قوائم رؤوس الموضوعات التي تؤمن التحليل الموضوعي وتساعد على توحيده فقد ظهرت قبل القرن التاسع عشر ارهاصات من قوائم متخصصة اما القوائم العامة فلم تأخذ في الظهور الا مع العقد الاخير من القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة وتخلفت القوائم العربية قرنا من لزمان تقريبا,
لقد كثفت القوائم المتخصصة من وجودها مع تشعب المعرفة البشرية والزيادة الهائلة في عدد المكتبات المتخصصة والنهضة الشاملة والتقدم الهائل في علم المكتبات والمعلومات .



المكانز

 
الجمع مكانز thesauri or thesauruses thesauruses
1
. معناه الحرفي مستودع أو خزانة المعرفة. أصبح اللفظ معروفا عندما استخدمه Peter Mark Roger عام   1852 كعنوان لقاموسه:
             Thesaurus of English words and phrases
 
2. معجم أو مجموعة مفردات، جمعت وفقا للأفكار أي أنها تجميع أو تصنيف للمترادفات وأشباه المترادفات والأضداد.

3. تجميع لمجموعات الكلمات، يتألف من روابط
links بين الكلمات التي تستعمل في الوثائق والكلمات التي تستعمل كواصفات descriptors يتم إعداده لتستشيره إحدى الآلات المستخدمة في استرجاع المعلومات.



الفهرسة الموضوعية

 
الفهرسة الموضوعية هي النوع الثاني من أنواع الفهرسة الذي يهتم بوصف وتحديد المحتوى الفكري او الموضوعي لأوعية المعلومات وتمثيله برؤوس موضوعات او أرقام تصنيف , وبذلك فان الفهرسة الموضوعية تهدف إلى تحقيق الأتي :

أ- بيان ما يوجد بالمكتبة او مركز المعلومات من أوعية معلومات
( كتب , دوريات , تقارير وأبحاث , رسائل جامعية , أفلام … الخ )
تبحث في موضوع واحد .

ب- بيان ما يوجد بالمكتبة او مركز المعلومات من أوعية معلومات عن موضوعات ذات علاقة بالموضوع المستعلم عنه .




رؤوس الموضوعات

 
رأس الموضوع هو الكلمة او الكلمات او الجملة التي تعبر عن موضوع الكتاب او الوثيقة والذي يمكن أن تتجمع تحته في الفهرس بطاقات او مداخل كل المواد التي تعالج هذا الموضوع . وترتب رؤوس الموضوعات مع الإحالات المكملة لها ترتيبا هجائيا في الفهرس . وتستخدم المكتبات ومراكز المعلومات قوائم مطبوعة لرؤوس الموضوعات كأدوات لاختيار رأس او رؤوس الموضوعات المعبرة عن الموضوعات التي تشتمل عليها أوعية المعلومات

أشكال رؤوس الموضوعات
أ. الرؤوس البسيطة :
يتكون رأس الموضوع في ابسط صوره من كلمة واحدة وهذا هو النوع المثالي لأنه ابسط صيغ رؤوس الموضوعات وأسهلها من جهة الإدراك كما انه الشكل المفضل للحاسب الآلي, مثل ( الأرشيف , البريد , الدين , الفلسفة … الخ) .
ومن المشكلات التي نواجهها في صياغة رؤوس الموضوعات مسألة الاختيار بين المفرد والمثنى والجمع , والقاعدة العامة هي :




التفريعات Subheadings (Qualifiers)

 
تعالج الموضوعات في الأوعية المختلفة بطريقة من الطرق التالية :
1- المعالجة المجردة
2- المعالجة في اطار فترة زمنية معينة او حقبة بالذات ايا كان طولها .   
3- المعالجة في اطارمنطقة معينة او مكان بالذات أي كان نطاق المكان او المنطقة .
4- المعالجة في اطار قالب او شكل معين .
5- المعالجة من زاوية معينة او وجهة نظر محددة .


استخدام التفريعات في صياغة رؤوس الموضوعات

1-      المعالجة المجردة : في حالة اقتصار معالجة العمل لموضوع على لمعالجة لمجردة , هنا يقتصر التحليل الموضوعي على عطاء العمل رأس موضوع مجرد  - كما ورد ذكره في اشكال رؤوس الموضوعات – دون اية اضافات .



الإحالات في رؤوس الموضوعات


ان التعبير في الفهرسة الموضوعية عن المادة العلمية بكلمات او الفاظ (واصفات) قد تسبب في ظاهرتين او مشكلتين خلاف ما هو عليه الحال في التصنيف :
 
الظاهرة الأولى : ( الترادف) أي تعدد الصيغ او الألفاظ المستخدمة للدلالة على الموضوع الواحد وهذه الظاهرة تشترك فيه جميع اللغات واللغة العربية على وجه الخصوص غنية بالمترادفات .
 
الظاهرة الثانية :  (التشتت):أي تشتت الموضوعات ذات الصلة تحت وطأة الترتيب الهجائي ,وقد ادى ذلك بطبيعة الحال الى انفصام عرى العلاقة بينها.
وهاتان الظاهرتان هما في حقيقة الأمر من المشاكل التي تواجه عملية الفهرسة الموضوعية وملازمة لها ولتجاوز عيوب هاتين الظاهرتين كان الحل انشاء شبكة اضافية من الإحالات .



قواعد عملية و إجراءات تطبيقية في التحليل الموضوعي

 
يسير التحليل الموضوعي برؤوس الموضوعات لأوعية المعلومات في خطوتين أساسيتين هما :

الخطوة الأولى : تحديد موضوع او موضوعات الوعاء
ان تحديد موضوع الوعاء يمثل المدخل الطبيعي الى الفهرسة الموضوعية , ويمكن تحديد الموضوع او الموضوعات من خلال :
 
1- صفحة عنوان العمل : من الطبيعي ان العنوان الرئيسي للوعاء قد يتضمن الموضوع او الموضوعات التي يسعى المؤلف الى تغطيتها كما ان العنوان الفرعي حين يوجد مع العنوان الرئيسي يقوم بدور فاعل في شرح وتحديد وتفسير العنوان الرئيسي , وتجدر الأشارة الى ان النسبة لكبرى من الأعمال الفكرية يمكن تحديد موضوعاتها من خلال عناوينها المختلفة.ان اسم المؤلف وتخصصه وألقابه ووظائفه قد تلقي الضؤ على موضوع الوعاء وكذا هو الحال مع اسم الناشر والسلسلة ومن هذا المنطلق تعتبر صفحة العنوان وما يرد فيها من بيانات العنوان واسم المؤال والناشر والسلسلة مصدرا خصبا لتحديد الموضوع او موضوعات لوعاء




الحواشي في رؤرس الموضوعات

 
يقصد بالحواشي تلك التعليمات أو التوجيهات التي تدخل على رؤوس الموضوعات و ليست جزءا منها بأي حال من الأحوال، بل توجه للمفهرس وحده أو للمفهرس و القارئ لزيادة معلومات كل منهما عن الرأس أو لكي يستطيع المفهرس  تطبيق الرأس الحامل للحاشية تطبيقا سليما أو لكي يتمكن القارئ من الحصول على المادة العلمية السليمة لبحثه.
وقد تستخدم هذه الحواشي في القوائم و الفهارس في نفس الوقت، كما قد تستخدم في القوائم كتوجيهات فقط ثم كتطبيقات لتلك التوجيهات في الفهارس.وتقسم الحواشي الى أربع فئات هي:



التسجيلات الاستنادية Authority Record

 
لا توجد قائمة مطبوعة واحدة لرؤوس الموضوعات والإحالات يمكن آن تفي بكل الاحتياجات , ومن ثم سوف تجد المكتبة انه من الضروري عليها آن تجمع قائمتها الخاصة من المصطلحات التي اتخذت للاستخدام في فهرسها , والإحالات من والى تلك المصطلحات ومثل هذا السجل مفيد في الوصول الى التوحيد والثبات في اختيار واستعمال رؤوس الموضوعات الخاصة بالمكتبة .




ويمكن آن يتم ذلك بطريقتين :
* الطريقة الأولى : إذا كان للمكتبة قائمة مطبوعة معينة لرؤوس الموضوعات تستخدمها كأداة أساسية في العمل فانه من الممكن آن يراجع المفهرس في القائمة كل الرؤوس والإحالات التي يستخدمها في الفهرس الموضوعي ويحدث أمامها علامة تبين أنها استعملت فعلا بالمكتبة ويضيف لها تلك الرؤوس والإحالات التي استخدمت ولا توجد بالقائمة .




الأنطولوجيا

 
عرف مصطلح الانطولوجيا في مجال الفلسفة ويتضمن دراسة الموجودات او ما نفترض  انه موجود من اجل الوصول المقنع او القاطع الى الحقيقة.
وحديثا أخذ المصطلح يستخدم لفئات الأشياء التي قد توجد في ميدان معين (domain ) , وللإشارة الى المعرفة المشارك فيها من قبل اشخاص يعملون في ميدان موضوعي معين.
في العقد الأخير استخدم المصطلح في مجال علم المعلومات للدلالة على كتل البناء (blocks building ) التي تستخدم لمساعدة الحاسبات الالكترونية والبشر في المشاركة في المعرفة.
وتستخدم ألانطولوجيا في مجالات الذكاء الاصطناعي والويب الدلالي وهندسة النظم وعلم المكتبات وبناء المعلومات بوصفه شكلا لتمثيل المعرفة عن العالم او جزء منه.
والانطولوجيا قد تكون بسيطة مثل مكنز بتعريفات, او قد تكون تقسيما او تصنيفا هرميا اكثر تعقيدا للمفاهيم والفئات, أو بوصفه حلا تكنولوجيا للمشكلات القائمة على الدلالة( Semantics) للمشاركة في المعلومات.